إجلاء أكثر من 80 ألف شخص جنوب الصين بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات
إجلاء أكثر من 80 ألف شخص جنوب الصين بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات
أجلت السلطات الصينية، أكثر من 80 ألف شخص في إقليم جوانجدونج في جنوب الصين إلى أماكن آمنة بحلول مساء الجمعة بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات، وفقا لمقرات السيطرة على الفيضانات والجفاف والأعاصير في الإقليم.
وتسبب الإعصار "هايكوي" في هطول أمطار غزيرة على العديد من المدن والمقاطعات في منطقة دلتا نهر بيرل منذ الخميس، ما أدى إلى حدوث فيضانات وانهيارات أرضية وإغلاق طرق، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
ورفعت لجنة التخفيف من أثر الكوارث في الإقليم مستوى الاستجابة الطارئة للإغاثة من الكوارث إلى المستوى الثاني مساء الجمعة، وبدأت 15 مدينة إجراءات الطوارئ للتعامل مع الفيضانات.
وتم إغلاق المدارس في مدن شنتشن وتشوهاي وجيانجمن، وفي بعض أجزاء مدن فوشان ودونججوان وجوانجتشو، وفقا لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
وتم تعليق خدمات 47 قطارا وتنفيذ إجراءات للتعامل مع حركة المرور، بما في ذلك إغلاق 79 قطاعا من الطرق، و6 مراكز لتحصيل الرسوم على الطرق وأحد الجسور.
وأظهر سجل هطول الأمطار أن 465.5 مليمتر من مياه الأمطار سقطت على شنتشن على مدار 12 ساعة لتسجل أعلى مستوى منذ بدء التسجيل في عام 1952.
وذكرت وسائل الإعلام في المدينة أنه يتوقع أن تتجاوز كميات الأمطار التي ستهطل يومياً 500 مليمتر.
ووصل الإعصار "هايكوي" إلى اليابسة في إقليم فوجيان بجنوب شرقي البلاد، الثلاثاء، وتسبب في خسائر اقتصادية تقدر بنحو 691 مليون دولار قبل أن يتحرك غرباً إلى قوانجدونج، الخميس، وتم تخفيض تصنيفه إلى منخفض مداري.
وقبل ذلك بساعات، اقتلع الإعصار "هايكوي" مئات الأشجار وألحق أضراراً بالطرق الساحلية وتسبب بهطول أمطار غزيرة في أنحاء تايوان، قبل أن يضعف ويتحول إلى عاصفة استوائية شديدة ضربت جنوب الصين.
ومع ذلك، أصدر مرصد شنتشن تحذيرات طارئة نصح فيها السكان بالتزام منازلهم، وقال إن الأمطار الغزيرة كانت مفاجئة وكثيفة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري لقد حان عصر (الغليان العالمي)".